اتجاهات السياسة اللغوية

الملخص

أصبحت "السياسة اللغوية" من ملامح الدولة المعاصرة، مع أنّ الواقع اللغوي في داخل الدول يجعل مواقفها تتعدّد؛ السياسة اللغوية الفرنسية مركزية- بالمعنى الحرفي- ذلك لأنّها سياسة للغة واحدة تصدر بمراسيم من السلطة العليا وتنفذها الجهات الأدنى وتتابعها أجهزة حكومية. أمّا في الولايات المتحدة الأمريكية – على المستوى الاتحادي- فهناك من الناحية النظظرية سياسة حرية التصرفLaissez- faire، على أساس كونها تطبق في مجتمع يفترض فيه أنّه أحادي اللغة، ولكنّه في الواقع ليس كذلك، وبين السياسة المركزية من جانب وسياسة وحرية التصرّف توجد أنماط متعدّدة من السياسة اللغوية، نجد أمثلتها في الدول الوطنية الأوربية، وفي الهند ، وفي الاتحاد السوفيتي السابق، ولهذا تنتظم السياسة اللغوية، ومن أهمّ المفاهيم «اللغة الوطنية»، ويبدو أنّ أقدم استخدام لهذا المصطلح كان في اللغة الفرنسية سنة1726م عندما كتب رولانRollin أوّل خطّة لدراسة اللغة الوطنية، والمقصود بها في فرنساآنذاك اللغة الفرنسية، وليست اللغة اللاتينية وليست اللهجات المحلية.

إنّ دراسة النظام اللغوي لها أهميتها دون شك، ويقوم علم اللغة-بالمعنى الدقيق- بذلك، ولكنها لا تكفي لفهم واقع استخدام اللغة في المجتمع وتصنف هذه الموضوعات حاليا في علم اللغة الاجتماعي وعلم اللغة الانثروبولوجي ودراسة اللغة والدين، اللغة والقيم. هذه الموضوعات تمثّل جوانب لها أهميتها عند وضع السياسة اللغوية.