. المنحنى التعليلي في قياس يونس بن حبيب

الملخص

     لقد لفت انتباهي وأنا أتصفّح ما كٌتب عن أوائل النّحاة شخصيّة كان لها الفضل الكبير على الدّرس النّحوي؛ إنّه يونس بن حبيب الضبي البصري، معلّم سيبويه وأحد أساتذته الذين اعتمد عليهم في تدوين مصنّفه (الكتاب)، فرجعت إلى هذا المصنّف العظيم، فوجدت آراء يونس تأتي في الدّرجة الثّانيّة بعد آراء الخليل، من حيث عددها فأيقنت أنّ مساهامات الرّجل في الميدان النّحوي لا تقلّ أهميّة عن مساهمات الخليل، ثم رجعت إلى كتب التّراجم فوجدت أصحابها يشهدون له بالعلم في ميدان النّحو وسموه بصاحب القياس المتفرّد.

 ومع أنّ يونس بن حبيب اهتّم بالسّماع اهتماما كبيرا فإنّه لم يكن يهتّم بالجمع مهما كان ومهما روي، ولكن همّه الوحيد هو السّماع الموثوق به وربّما كان هذا من أسباب إعجابه بأبي زيد فقد كان يقول:”حدثني الثّقة عن العرب، فقيل له من الثّقة؟ فقال: أبو زيد، فقيل: لم لا تسميه، قال: هو حي بعد بعد فأنا لا أسميه".

    إنّ هذه الصّفة جعلت من يونس رجل علم يمتاز بالموضوعيّة والأمانة العلميّة فهو دقيق النّظر إلى المادّة التي يجمعها ويستشهد بها، والتي جعلها مرتكزا لآرائه النّحويّة